تاريخ الطباعة :

2025 Jul 01

www.mohtadeen.com    

رابط الطباعة :

 

عـنوان    :       

من أهمّ ما كُتِبَ في مسألة الرابطة

أمّا الّذين أفردوا الرابطة واقتصروا عليها، فقد عثرنا لهم على تسعِ عُجالاتٍ.

 

منها، رسالة في تحقيق الرابطة.[1]

 

لقد سبق فيما ذكرنا أنّ هذه الرسالة خطاب كتبها خالد البغداديّ باللّغة العربيّة وبعثها إلى أحد مريديه في إسطنبول إذا صحّ الإسناد. وهو السيد محمّد أسعد أفندي نقيب الأشراف ورئيس هيئة المعارف يومئذ، ومؤسّس مكتبة آياصوفيا.

 

فقد أثارَ المؤلّفُ مشكلةَ الرابطة بهذه الرسالة على حين لم يكن لها شأنٌ وذكرٌ في أوساط الصوفيّة حتّى أيّامه، وإنْ ورد شيء قليل منها في الرسالة التاجية لتاج الدين بن زكريا الهنديّ، وعلى الرغم من أنّ المؤلّف لم يزد شيئًا في تعريف الرابطة على ما جاء في التاجية إلاّ أنّه قد بذل جهدًا بالغًا في إثباتها بنقلٍ عشوائيٍّ من أقوال مَنْ سبق من الرجال من أمثال الزمخشري، والإمام أكمل الدين، والغزاليّ، والسهروردي، والشهاب بن حجر، والجلال السيوطي، وغيرهم. فقد اختار من أقوال هؤلاء ما أعجبه، واستدلّ بها على شرعية الرابطة دون أن تكون بينهما أدنى مناسبة أو قرينة. مما يدل ذلك على خبطه في عمياء، كما يثير الشكّ في أنّ هذه الرسالة قد تكون من صنع من أسندها إلى خالد البغداديّ لأغراض لا نعلم حقيقتها؛ فدسّ فيها من أباطيله مالا يُستساغ لأمثال البغداديّ لأنه لم يكن جاهلا إلى هذا الدرك من العمى والضلال.

 

وعلى الرغم من أنّ المؤلّف لم يحدّد شيئًا كشروطٍ للرّابطة ولا ذكر شيئًا لأداء صورتها في هذه الرسالة، فقد اختلقها مَنْ جاء بعده من خلفائه.

 

من جملة ما دوّنه النقشبنديّون في هذا الموضوع، كتاب »الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات والرابطة«. كتبه الحسينُ الدوسريّ. قال في مستهلّه:

 

»أمّا بعد، فهذه الرسالة، قد ألّفتُها سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف. ووريتُ نسبتَها إلى غيري لِغرضٍ قَصَدْتُهُ، والأعمال بالنيات«

 

يعترف الدوسريّ من خلال هذه الكلمات بحقيقةٍ تبوح بحقائق أخرى رهيبة عن هذه الطائفة وأغراضها. إذ أنّ من وقع نَظَرُهُ على هذه العبارات، فقرأها بوعيٍ، لابدّ وأنْ يتساءلَ في نفسه عمّا أَجْبرَ الدوسريَّ حتّى استباح الكذبَ لنفسهِ فاسندَ هذه الرسالةَ إلى غيرهِ فترةً من الزّمَنِ ثمّ رجع عن هذا الاسناد، وهو الّذي ألّفها بإقراره.

 

نعم ما الّذي أجبره على هذا التـزوير، حتّى تنكّرَ وورى نسبةَ كتابه إلى غيرهِ، مع أنّه من أقدمِ خُلفاء خالد البغداديّ الّذي يعظّمهم النقشبنديّون تعظيمَ الأنبياءِ والمرسلين، ويعدّونهم من أصحاب الفضائل والأخلاق السامية والصدق والأمانة والبركة والكرامات! أم تُبَرْهِنُ هذه الحقيقةُ الدّامغةُ في واقع الأمر، أنّ الرابطة لم تكن شيئًا معهودًا في المجتمع الإسلامي حتّى جاء بها خالدٌ من ديار الهند؛ فبدأ هو وخلفاؤه يجسّون النبض حول أحاسيس المسلمين، ويتحرّكون بحيطة، وبخطوات مرحلية لتطبيع المشاعر وترويض النفوس، محاذرين من أن يتعرّضوا لردودٍ عنيفةٍ.

 

رتّب الدوسريّ كتابَهُ هذا على سبعةِ أبوابٍ، وخصّ منها البابَ الثالثَ والرابعَ والخامسَ والسادسَ بالرابطة. ثم تَفَلْسَفَ وعبثَ وهاجمَ وحاولَ في شرحِ ما هو بصدده راعنًا فيها من مُنْطَلَقِ إنسانٍ متطرّفٍ ومُرْتَبِكٍ ومغتاظ؛ كأنه يصرخ، ويسبّ المعارضين لمشربه، مِمّا تذبذب من جرّائهِ كلامُهُ، وتفرّق مرامُهُ. كقوله »أقول لم يقل أحد من أهل التصوف بوجوب الرابطة ولا باستحبابها لِذَاتِهَا« [2]

 

فجاء كلامه تكذيبًا واضحًا لِمَا زعم مصطفى فوزي في كتابه »إثبات المسالك في رابط السالك«: »أنّ الرابطة فريضة من جملة الفرائض الّتي يبلغ عددها أربعًا وخمسين فريضة.«

 

ثم قال الدوسريّ: »نحن لا نستدلّ للرّابطة من دليل. ودليل مَنْ قلّدناه من العلماء كاف واف بالمقصود. فالإنكار متوجّه إلى الجنيد والجيليّ والدسوقي ونحوهم الّذين قرّروا الرابطة بكيفيتها« [3]

 

لقد انطلق الدوسريّ بهذه الكلمات من منطق رخيص »ليصطاد عصفورين بطلقة واحدة« كما قيل في المثل التركيّ. ذلك ليُثير المعترضَ الغبيَّ فيدفعه إلى مستنقعات الصوفيّة حتّى يتمرّغ في أوحالها فيتباحث عما إذا سبق من الجنيد والجيليّ والدسوقي أنْ تكلَّموا بشيء في رابطة النقشبنديّة ثم يعود صفر اليدين.

 

إنّ مثل هذه المحاولة، لا يغني شيئًا عن الشاك في أمرهم، إلاّ الخسارة في العمر. لأنّ الدوسريّ لو كان واثقًا من نفسه لما غادر صغيرةً ولا كبيرةً إلاّ أحصاها من أقوال أولئك الثلاثة ونقلها؛ مع أنّها لا تقوم مقام دليل على بِدْعِيَّةِ الرابة إطلاقًا.

 

وفي الباب الرابع قال الدوسريّ: »إنّ الرابطة من جملة الوسائل الموصلة إلى الحضور في عبادة الله، والوسائل لها حكم المقاصد.«

 

ثم بعد إسهاب وإطناب في امتداح الرابطة أتى بإجابة على سؤال مفروض. وهو قوله:

 

»فانْ قال الأخ المنكر ـ تاب الله عليه ـ: قد عرفنا على هذا القول، أنّ الرابطة تعلّق القلب. وهذا القول يمنعه. والحبّ في الله واجب ومحبّة الصالحين ثابتة؛ لكن من أين لكم أنَّ استحضارَ صورةِ رجلٍ في الذهن ولو كان من الصالحين  تحصلُ به هذه المطالبُ كلُّها، وأنّ استحضاركم بسبب تعلّق القلب، وأنّه جائز؟«

 

»والجواب عن هذا من وجوه: الأوّل قولك:«

 

»ـ من أين لكم استحضار صورة رجل في الذهن تحصل به هذه المطالب كلّها؟«

 

»أقول: إنّ هذه المطالب تحصل لنا بما ذكرناه، كما حصلَتْ لك أضدادُها باستغراقك في معبودك الّذي نبّهناك عليه. ولكنّها تعمى القلوب الّتي في الصدور.«

 

هكذا يظهر ما في ضمير الدوسريّ فتتطاير من كلماته شرارات الغضب على كلّ من يتساءل عن رابطته، بإزاء ما في أسلوبه من مجازفةٍ وتكلّفٍ وعُنجهيةٍ وعجرفة وتمييع. فيجعل من هذه الرسالة لعنةً يتطاول بها إلى كلّ من يشكّ في علاقة الرابطة بالإسلام، أو ربما تعود عليه الرسالة نفسُها نقمةً من كلّ من يُلقى نظرةً فيها.

 

ومن هذه العُجالات، وُرَيْقَاتٌ عُنْوَانُهَا »تبصرة الفاصلين عن أصول الواصلين« [4] سوّدها رجل لم يَعُدْ قَدْرَهُ، يدلّ على ذلك ما تبعثرت على هذه الوريقات من عجمةٍ وهفوةٍ وخلطٍ وهَرْجٍ واضطراب.

 

تخبّط كاتبها التعيس ـ سليمان زُهْدِي  ـ وتلجلج فيما قذف على هذه الصفحاتِ من كلمات لا تَرَابُطَ بينها ولا نظامَ وَلاَ نسق، واستهلّ المسكين بالعتاب والنّكير على الطاعن في الرابطة. وربما تخيّل خصمًا لا وجود له في الحقيقة. كلّ ذلك يدلّ على ما ابْتُلِيَتْ بِهِ هذه الطائفة من رُعْبٍ وفزع وذُعْرٍ وارتباك. وما استولى عليهم من خوفٍ يتوقعون بسببه في كلّ لحظةٍ أن يداهم المسلمون وهم مستغرقون في رابطتهم!

 

نقل الرجل قسطًا كبيرًا من رسالة الرابطة للبغداديّ. ثم نقل الآيتين المذكورتين وهو يحاول مستميتًا لإثبات الرابطة على أساسهما بتعبيره الّذي نسجه من تركيبات متنافرة، وسياقٍ لا يتفق مع قواعد اللّغة العربيّة وآدابها، فجاءت كلماتُهُ ركيكةً مُعقَّدةً حالتْ دون ظهور ما هو بصدده لغرابة الإستعمال؛ وأضفىَ أسلوبُهُ الوعرُ غموضًا على كلامه، مع غلظته وقسوته في للّهجهِ فتحوّلت إلى حجّةٍ قامت عليه فدلّتْ على ما هو أهله.

 

***

 

ومن هذه الرسائل الغريبة أيضًا، كتابٌ منظومٌ باللّغةِ التركيّة اسمه »إثبات المسالك في رابطة السالك« [5] يشتمل على 1123 بَيْتًا من الرَّمَلِ. كتبه شاعرٌ نَقْشَبَنْدِيٌّ من جماعة أحمد ضياء الدين الْگُمُوشْخَانَوِيّ في إسطنبول؛ اسمه مصطفى فوزي[6] وَرَتّبَهُ على ثمانية أبوابٍ بعد توطئة وجيزة استهلّ بها.

 

يمتاز هذا الشَّاعِرُ بدفاعه الشديد عن الرابطة وبتأكيده على أنّها من جملة الفرائض. زعم ذلك في البيت الثامن من كلماته الواردة ضمن الباب السادس تحت عنوان »بيان رابطة المرشد« وانفرد برأيه هذا، عن جميع النقشبنديّين؛ بحيث لم يتصدَّ أحدٌ من رجال الطائفة لاَ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ بمثل هذا الدّعوى.

 

ينتمي هذا الرجل إلى أحمد ضياء الدين الْگُمُوشْخَانَوِيّ، كما ذكرنا آنفا. وهو من الطبقة الثانية بعده. أخذ العهدَ من حسن حلمي بن عبد الله القسطموني[7]  الّذي هو من خلفاء الْگُمُوشْخَانَوِيّ. فانخرط بذلك في سلك الخالدييّن. ولا بد هنا من التنبيه على أنّ حسن حلمي المذكور، ليس هو حسن حلمي بن علي، وَالِدِ الشيخ زَاهِدِ الْكَوْثَرِيِّ؛ علمًا بأنّ كليهما منتسبان إلى أحمد ضياء الدين الْگُمُوشْخَانَوِيّ. وقد يلتبس على بعض الباحثين اسمُ أحدهما بالآخر.

 

للشّاعر مصطفى فوزي صحبة مع الشيخ زاهد الكوثريّ الشهير بتصانيفه وبلهجته القاسية وتطاوله على العلماء.

***

 

ومن هذه الْعُجَالاَتِ، رسالةٌ أعَدَّهَا رجل اسمه عبد الحكيم الأَرْوَاسِيُّ، كتبها باللّغة التركيّة عام 1342 هـ.[8] وهو  ثاني مَنْ ألَمَّ بآدابِ الرابطة وصورةِ أدائِها بعد محمّد أمين الكرديّ. ثمّ شرحها، وخلط ما خلط في طي هذه الرسالة أكثر من كلّ مَنْ سبقه ومن جاء بعده.

 

قال الأرواسيّ في مستهلّ رسالته بعد ما أورد الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصادِقِينَ} قال بالحرف الواحد: »الرابطة طريق مستقل للوصول إلى الله«  ثم قال على سبيل التعريف لها: »الرابطة هي ربط القلب بإنسانٍ كاملٍ مكمِّلٍ واصلٍ إلى مقام المشاهدة متحقِّقٍ بالصفات الإلهيّة الذاتيّة. وهي عبارة عن حفظ صورة ذلك الشخص في خزانة الخيال بحضوره وغيابه«  [9]

 

وفي رسالةٍ بَعَثَهَا إلى أحدِ مُرِيدِيهِ، اسمه سعيد، اهتمّ الأَرْوَاسِيُّ بمسألة الرابطة فيها اهتمامًا بالغًا. فَعَرَّفَهَا، وشرح أركانَها، وصورةَ أدائِها، وفوائدَها؛ وقارنها مع الذكر، وَحَدَّدَ مُدَّتَهَا بِرُبْعِ ساعةٍ من الزمن.[10]  بينما يقول الشيخ سَيْدَا الْجَزَرِيُّ: »لاَحَدَّ لِذَلِكَ. وَأَقَلُّهُ خَمْسُ دَقِيقَاتٍ« [11]  وردت هذه الكلمات في رسالة للجزريِّ سماها »الضّابطة في الرابطة« كما سيأتي بيانها.

 

ومن أهمّ ما ورد في رسالة الرابطة للأرواسيِّ، أقوالٌ في رابطة المريد للشّيخ الميت. لأنّ هذه الطائفة تعتقد »أنّ الشيخ إذا مات أصبح طليقًا من قيود الجسد، كالسيف المسلول من غمده. وبذلك ازداد تأثيرًا، وازداد نفعًا للمريد« [12] وفي هذا الباب نقل الأرواسيّ عن أبي الحسن الشاذلّي،[13]يستدلّ بأقواله.[14] ويحاول إثباتَ الرابطة بها.

***

ومن هذه الرسائل، عُجالةٌ لأحدِ المتأخّرين من شيوخ الأكراد اسمه سعيد بن عمر الزنجاني. اشتهر باسم الشيخ سَيْدَا الْجَزَرِيِّ نسبةً إلى جزيرة ابن عمر.

 

إنّه كتب هذه العُجالة إجابةً على سؤالٍ من شخص اسمه الملاّ محمّد شريف، يستفسره الرابطة. وهذا دليل يؤكّد على أنّ كثيرًا من الملالي (وهم علماء الأكراد[15]) لا يزالون يجهلون أمرَ الرابطة بل ويشكّون فيها؛ وأنَّ هذه الهرطقة لا يُقرّها ولا يعتدّ بها أحد سوى النقشبنديّين؛ وأنَّ كثيًرا من الناس يسمعونها لأوّلِ مرةٍ كما نفهم من استفسار الملاّ محمّد شريف، على الرغم من رعونة الْجَزَرَيِّ في محاولة إقناعه إذ يقول:

 

»اعلم يا أخي أسعدك الله، أنّ أمرَ الرابطة الشريفة مشهور وسرَّها في الزُّبُرِ مذكورٌ ومسطورٌ. ولكن نذكر نُبذة من ذلك اطمئنانًا للقلب، واستئصالاً للرّيب، ناقلين من كتاب نور الهداية والعرفان«

 

أما كتاب نور الهداية والعرفان، هذا الّذي استقى منه الْجَزَرِيّ، فقد ألّفه محمّد أسعد صاحب، وهو ابن أخي خالد البغداديّ كتبه ردًا على محمّد صديق خان بن الحسن البُخَاريّ، وقد تطرّق الباحثُ العراقيُّ عباس العزّاويّ إلى هذه المسألة فقال:

 

»هاجم السيد محمّد صدّيق خان بن الحسن الحسيني البُخَاريّ أميرُ مملكةِ بهوبال في الهند (الرابطة والتَّوجُّهَ). فتصدّى للرّدِّ عليه وعلى أمثالِهِ محمّد أسعد صاحب ذاده في كتابه -نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخُوَاجَگَانْ. أَتَمَّ تأليفَهُ في دمشق، في أول المحرّم سنة 1305 هـ. وتمّ طبعه في المطبعة العلميّة بالقاهرة في شهر رمضان سنة 1311 هـ« [16]

 

كانت هذه كلمات عبّاس العزّاويّ حول الكتاب المذكور. بيد أنّ لنا مع هذا الكتاب قصّة طويلة نختصرها لتكون عبرة لأُولي الألباب.

 

فخلاصتها: أن دراسة هذه البدعة لمّا اقتضتْ مراجعةَ عددٍ من المصادر المتوفِّرةِ الّتي لها علاقة بموضوعنا، وعثرنا على اسم هذا الكتاب في مواطن كثيرة من كتب النقشبنديّة كما كنّا نسمعه أحيانًا من خلال حديثهم، قمنا بالسعي في طلبه سعيًا حثيثًا؛ ولكن لم نعثر حتّى على نسخة واحدة منها، على الرغم من تباحثنا عَبْرَ سلسلة المكتبات الرسمية والخاصة بكافة أنحاء تركيا، وما أكثرها!

 

ثم لجأنا في آخر المطاف إلى الشيخ عمر فاروق أفندي، نجل الشيخ سَيْدَا الْجَزَرِيِّ الّذي استقى من الكتاب المذكور. فلم يُجْدِ هذا الاتصال أيضًا بنتيجةٍ؛ كما لم نَجِدْ تفسيرًا للاستغراب الّذي أحاط بمشاعرنا أمام هذا اللُّغْز، إلاّ ما قيل: أنّ مؤلّفَ هذا الكتاب مرفوضٌ عند طائفةٍ من النقشبنديّين في تركيا. فما عثروا على شيء من آثاره إلا محوه وأفنوه بسرعة. ذلك »لأنّه كان متميّزا عن سائر شيوخ هذه الطائفة بتفكيره العلميّ وأسلوبه العصراني.« وهذا يتعارض مع العقليّة النقشبنديّة الجامدة!

 

في الحقيقة عثرنا على سلسلة من مقالاته الّتي نُشِرَتْ في جريدة الرّأي العام، وطُبِعَتْ سنة 1334 هـ.[17] يتطرّق في هذه المقالات إلى موضوعاتٍ شتّى، لا يكاد القارئ يشعر بأدنى أمارة بين ألفاظه أنَّ كاتبَ هذه المقالاتِ شيخٌ نقشبنديٌّ، إلا سطوره الأخيرة الّتي ختم بها كلامَهُ؛ وهي قوله: »خادم سجّادة طريقة السادة النقشبنديّة، والقائم مقام الحضرة الخالديّة المجدّديّة بدمشق الشام: اسعد صاحب« [18]

 

ولكنّ من جانب آخر، تُنبئ هذه الكلمات بصورة جليّة عن مدى إعجاب هذا الرجل بنفسه وتعاظمه وتلوّنه في لباسٍ من التواضع! وربما السبب الّذي أثار المنافسة بينه وبين بقيّة روؤس النقشبنديّة هو موقفه هذا؛ كما جاء في دراسةٍ للباحث David Dean Commins أنّه طَرَفٌ في هذه الْمُنَافَسَةِ.[19]

 

كتاب »نور الهداية والعرفان«، تسود على أسلوبه محاولة جدلية لإثبات الرابطة، وهذا يخالف مبادئ الصوفيّة الّتي تقوم على التقليد المحض والتطّفل والاستسلام للرّوحانيين السابقين، والتقيّد بمقولاتهم – مع ما فيه من مخالفةٍ صريحةٍ للكتاب والسـنّة- علمًا بأنّ النقشبنديّين وإن كانوا يهاجمون من لا يوافقهم، إلا أنّهم يحذِّرون الطريقة الجدلية في مناظرة الخصوم والمعارضين أشدّ الحذر، خوفًا من أن تفتضح أسرارهم بتطوّر الجدال. وإلاّ فانّ تركيا في الحقيقة هي جنّة النقشبنديّين. لهم مؤسّسات إعلامية ضخمة في هذا البلد، تقوم بنشر وتوزيع كمياتٍ عظيمةٍ من كتب الطائفة ومجلاتِها وصحفِها، وبثِّ عقائدِها، والدفاعِ عن سمعتها. لذا لا يجوز عقلاً أن يرفض النقشبنديّون كتابًا يعاضدهم ويؤكّد على صحةّ دعواهم، لولا أسبابٌ لم نتأكد من صِدْقِهَا، غير ما نقلناه منها.

 

وكلّ هذه، في الحقيقة ما هي إلاّ مؤشّرات تنبئ عمّا تتوارى به الطائفة النقشبنديّة من غموض وكتمان، وما تُضْمِر ضدّ غيرها من أسرار وأفكار لاَ أمان من عواقبها!

 

يَنْقُلُ الْجَزَرِيُّ ما ينقل من هذا الكاتب ومن رسالةٍ للبغداديِّ في إثبات الرابطة حتّى ينتهي من عجالته »الضابطة في الرابطة« على طريقة أسلافه من الحشوية؛ ولا يأتي بشيء من تلقاء نفسه إلاّ كلمات في سطور معدودة. وبذلك يفتح بابًا للشّك على نفسه، بالرّغم من غزارةِ علمهِ بالعقائدِ وباعِهِ الطويلِ في الفقهِ الإسلاميِّ ومعرفتِهِ الجامعةِ بالآدابِ، وما دوّن فيها ودَرَسَ ودَرَّسَ طوال عمره.

***

 

ومن هذه الرسائل، عجالةٌ أعدّها باللّغة التركيّة أحدُ أساتذة كلية الإلهيات[20] بجامعة مرمرا في إسطنبول، اسمه عرفان جندوز. فسّماها: Tasavvufi Bir Terim Olarak Râbita  أي، الرابطة كمصطلحٍ تصوفيٍّ. إلاّ أنّها غير مطبوعة.[21] (وَهِيَ مَنْسُوخَةٌ علَى الآلَةِ الْكَاتبةِ وَمَحْفُظَةٌ فِي مكتبتي الخاصّة)

 

حاول المؤلّف فيها إثباتَ شرعية الرابطة بمبرّرات منطقية وبأسلوب معاصر. فاستهل بكلام مفاده:

 

»إنّ في هذا الموضوع شيئًا يظهر كخاصيّةٍ مشتركةٍ بين الثقافات. يجوز انطلاقًا منها ـ أن يقال: إنّ للمسلمين أيضًا طريقةً وأصولاً في هذا الباب، وأنّهم رتّبوا لها نظامًا على هيئة الرابطة« [22]

 

يتبيّن من هذه المحاولة بوضوح، أنّ الْمؤلّفَ يُقَرِّبُ الرابطة إلى عقل الإنسان المعاصر في غلافٍ جديدٍ. وذلك على حدّ قوله: »هي الخاصيّة المشتركة بين الثقافات المتباينة.« وكأنّه يقول: مهما اختلف الناس في عقائدهم فإنّهم لا محالة يلتقون في قِيَمٍ متشابهة ويشتركون في أسس متجانسة. فالرابطة إذن هي معدودة من تلك الْقِيَمِ الإنسانيةِ المشتركة، يلتقي بها المسلمون مع بقيّة المجتمعات الّتي لا تدين بالإسلام! يظهر من هذه المحاولة بصراحةٍ أنّ المؤلف يرى ما يدعو المسلمين إلى المشاركة مع غير المسلمين في بعض مُعْتَقَداتِهم، ويعدّها من القِيَم الإنسانية المشتركة، وإن كان ذلك خروجًا على الإسلام

 

ويسترسل المؤلّف على نحو هذا الأسلوب، غير أنّه يعود إلى ضميره برهةً، فيأبى إلاّ أن يعترف بأن »المصادر الّتي تُنْبِئُ عن الرابطة إنّما هي مِنْ صَنِيعِ الأيدي في الماضي القريب جدًّا«.

 

إنّ هذا الاعتراف لهو أقوى البراهين الّتي تقوم على المتطرّفين من رجال هذه الطريقة الّذين لا يتورّعون عن الاستدلال بكتاب الله وسنّة رسوله على أصالة هذه البدعة ليدُسّوها في الإسلام!

***

 

وآخر ما صدر في موضوع الرابطة، كتابٌ أعدّهُ أربعةُ أشخاصٍ من بُسطاء النقشبنديّين بالتعاون فيما بينهم. كتبوه باللّغةِ التركيّة وَبالْحُرُوفِ اللاَّتِينِيَّةِ لأنّهم يجهلون اللّغةَ العربيّة، وطبعوه تحت عنوان: Kur’an ve Sünnet Işığında Râbıta  أي »الرابطة والتَّوَسُّلُ في ضوء القرآن والسنّة« إلاّ أنّه يضمّ ركامًا من هفواتٍ وتفسيراتٍ شَاذَّةٍ وَتَأْوِيلاَتٍ دَجَلِيَّةٍ، تمخّضَ الكتابُ عنها في قَتَمَةٍ من الأباطيل. أَكْثَرُهُ  مُقتَبَسٌ من هَذَيَانَاتِ عددٍ من ملالي المنطقة الكرديّة. فهو بهيئته ليس في الحقيقة إلا خليطًا من سؤر متشيّخي الأكراد، أكثر من أن يوصَف بتأليف مدَوَّن في ضوء الكتاب والسنّة.

 

ومِنْ هَرْفِ هؤلاء المنتحلين صفةَ أهلِ التأليفِ، أنّهم ذكروا الغزاليّ مع أولئك الملالي فأنزلوه إلى دركهم, وعدّوا أبا علي الفارمديّ من النقشبنديّين. مع أنّه قد مات قبل تأسيس هذه الطريقة بثلاثمائة عام!

***

 

أمّا الّذين تناولوا الرابطة كشطرٍ من تفاصيل آداب الطريقة النقشبنديّة. فقد عثرنا على نحو ثلاثين رسالة لهم، أقدمها كتاب الرشحات.[23]  ألّفه عليُّ بنُ الْحسينِ الواعظُ الكاشفيُّ البيهقيُّ إلاّ أنّ الرابطة لا تَعْدو في هذا الكتاب عن وصيّةٍ بسيطةٍ جدًّا؛ أوصى بها عبيدُ الله الأحرارُ، مُؤَلِّفَ الرشحات، كما لا نجد لها تعريفًا ولا تفصيلاً في هذا الكتاب.

 

ثم تليه من حيث الأقدميّة رسالتان لتاج الدين بن زكريا الهنديّ وقد مرّ ذكرهما. وكذلك خطابٌ لأحمد الفاروقيّ السرهنديّ وجّهَهُ إلى شخص اسمه أشرف الكابلي. مرّ ذكره أيضًا بنصّه الكامل.[24]

 

أمّا بقيّة الرسائل المذكورة للفريق الثاني، فانّ كلَّها مسطورةٌ بعد هذه الأربعة. وهي على سبيل الإجمال:

 

1) شرح السلسلة المراديّة للدرويش أحمد الطربزوني، مدوّنة بالعربيّة.[25]

 

2) الرسالة المدنيّة، كتبها نعمة الله بن عمر، باللّغة العربيّة أيضًا. وهي ضمنَ مجموعةٍ من مثيلاتها بين دفّتين تحت عنوان »الزمرد العنقاء«.[26]

 

3) ترجمة الرسالة الخالديّة المنسوبة إلى خالد البغداديّ، ترجمها إلى اللّغة التركيّة (باللّهجة العثمانيّة) رجل اسمه شريف أحمد بن علي.[27]

 

4) الحديقة  النديّة في الطريقة النقشبنديّة والبهجة الخالديّة. كتبها محمّد بن سليمان البغداديّ بالعربيّة. وهو من خلفاء خالد البغداديّ.[28]

 

5) رسالةٌ في آداب الطريقة النقشبنديّة كتبها بالعربيّة أحمد خليل البقاعي. وهي أيضًا ضمن مجموعة »الزمرد العنقاء«

 

6) صحيفة الصفا لأهل الوفاء. كتبها بالعربيّة رجل اسمه سليمان زُهْدِي، ولكنّه فاشل لجهله بلغة الضّاد.

 

7) نهجة السالكين وبهجة  المُسلكين لنفس الشخص المذكور. وهي وُرَيْقَاتٌ خاليةٌ من القيمة العلميّة.

 

8) البهجة السنيّة في آداب الطريقة النقشبنديّة، كتبها بالعربيّة محمّد بن عبد الله الخانيّ. وهو من خلفاء خالد البغداديّ. لها نسخ منتشرة في المكتبات الرسميّة والخاصّة.

 

9) السعادة الأبديّة فيما جاء به النقشبنديّة كتبها بالعربيّة عبد المجيد بن محمّد بن محمّد الخانيّ وقد نُسبتْ هذه الرسالة إلى جدّه محمّد بن عبد الله الخانيّ وذلك خطأ.[29]

 

10) الرسالة القدسيّة. منظومةٌ باللّغة التركيّة العثمانيّة. تتألّف من 1328 بيتًا.[30] نظمه شخص اسمه عصمت غريب الله. وهو من أتباع عبد الله المكّي، خليفة خالد البغداديّ. كان غريبُ الله هذا، رجلاً خاملاً؛ لا يُعُرَف عن حياته شيءٌ. تنتمي إليه جماعةٌ معروفةٌ بِالتّزَمُّتِ فيُ إسطنبول. يرأسها حاليًّا رجل اسمه محمود أسطى عثمان أغلوا.

 

11) المجد التالد[31] كتبها بالعربيّة إبراهيم الفصيح، وله تحفة الْعُشَّاق في إثبات الرابطة أيضًا. وهو من خلفاء خالد البغداديّ. فقد تحمّس الفصيح في هذه المحاولة فقال: كتبتُها في إثبات الرابطة الّتي هي من أعظم أركان الطريقة الصوفيّة ومدار أمرهم. (...) مقتصرًا فيها على بيان الأدلّة الشرعيّة الدّالة على وجودها في السنّة النبويّة«.

 

12) جامع الأصول، كتبها بالعربيّة أحمد ضياء الدين الْگُمُوشْخَانَوِي وهو خليفة أحمد بن سليمان الأرواديِّ من خلفاء خالد البغداديّ. أكثرُ عباراتِهِ خالصةٌ من آثار العُجمة.[32]

 

13) رسالة المشغوليّة.[33] كتبه شخص اسمه أحمد سعيد المجدّدي. لكنّه غير معروف في الأوساط العلميّة وحتّى بين الصوفيّة. ترجم هذه الرسالة إلى العربيّة رجل من مدينة مغنيسيا التركيّة اسمه علي نائلي. غير أنها أيضًا شبه مجهول، وحتّى لغة التأليف مجهولة.

 

14) تنوير القلوب في معاملة علاّم الغيوب. كتبه باللّغةِ العربيّة محمّد أمين الكرديُّ الأربليُّ. ألّفه من قسمين. الأوّل في فقه الشافعية، والثاني في مسائل التصوف، والطريقة النقشبنديّة.[34]

 

15) إرغام المريد.[35] كتبه زاهدُ الكوثريّ المشهورُ بتصانيفه وهجماته على العلماء؛ كتبه شرحًا على النظم الّذي أنشأه سابقًا بعنوان »النظم العتيد لتوسّل المريد«. تطرّق المؤلّف إلى موضوع الرابطة في الصفحة 65 من كتابه المذكور.

 

16) مقاصد الطالبين. كتبه شخص اسمه محمّد رائف عام 1888 م. باللّهجة العثمانيّة، وقد تمّ نقله أخيرًا إلى اللّهجة التركيّة المعاصرة. وله نُسَخٌ مطبوعةٌ بالحروف اللاتنيّة.

 

17) الرسالة الأسعديّة للشّيخ أسعد الأربليّ. وهو مأذون من طه الحريريّ خليفة طه الهكّاريّ. كتب شطرًا منها بالعربيّة، وشطرًا بالتركيّة.[36]

 

18) مكتوبات أسعد الأربليّ. هي مراسلاتُهُ وخطاباته الكتابيّة الّتي بعث بها إلى أتباعه. يبلغ عددها 156 رسالة، تتبلور من خلالها العقليّة المتخلّفة لهذا الشيخ النقشبنديّ؛ إذ لم يهتم بقضية من قضايا المسلمين في كلّ هذه الرسائل. وبلغت الغفلة منه عما كان يجري في أيّامه إلى حدٍّ لم يشعر بصراخ الداهية الّتي كانت وشيكة الوقوع، حتّى ذهب هو أيضًا مع الطليعة الأولى ضَحِيَّتَهَا، كما سنشرح عاقبتَهُ في نهاية الفصل الرابع إنْ شاء الله تعالى.

 

جاءت في بعض هذه الرسائل توضيحات له حول آداب الطريقة النقشبنديّة؛ كالرابطة واللّطائف والذكر وما إليها؛ وجاء في عدد منها تفسيراته لرؤيا بعض مريديه.

 

19) الأخلاق التصوفية.[37] سلسلة أعدّها محمّد زاهد كُوتْكُو باللّغة التركيّة، وهي مطبوعة بالحروف اللاّتنيّة.

 

20) ترجمة أحمد ضياء الدين الْگُمُوشْخَانَوِيّ دراسة أعدّها الدكتور عرفان جندوز باللّغة التركيّة.

 

21) كتاب مدوّن باللّغة التركيّة اسمه Tarikat-i Nakşibendiyye Prensipleri. ورد على الغلاف أنّه نُقل إلى التركيّة بقلم مفتي متقاعد اسمه رحمي سرين؛ وأنّ الاسم الأصليّ للكتاب Risâle-i Bahâiyye. ومؤلّفه علي قدري. غير أنّ مسألة الترجمة غامضة. لأنّ عمليّة إجراء التعديل على اللّهجة العثمانيّة أيضًا تعتبر عند بعض الأتراك المعاصرين نوعًا من الترجمة. ولذلك لم نتأكّد عما إذا دوّنه المؤلّف باللّغة العربيّة (وهذا بعيد الاحتمال)؛ أم كتبه باللّهجة العثمانيّة. قد طُبع هذا الكتاب في إسطنبول عام 1994م. يتألّف من 293 صفحة، وقد رتّبه المؤلّف على مقدّمة وخمسة فصول. ورد في الصفحات 54-56 شرح في مسألة الرابطة.

 

22) روح الفرقان. كتاب غريب أقدم على صياغته عدد من النقشبنديّين وعلى رأسهم رجل اسمه محمود أسطى عثمان أوغلو. تصدّوا فيه لتفسير القرآن بأسلوب باطنيٍّ جرئٍ وتأويلاتٍ أثارتْ جمهورَ المسلمين في تركيا عام 1992م. دوّنوه باللّغة التركيّة، لأنّ معرفتهم بالعربيّة قاصرة على قراءة نصوص معيّنة فحسب. أمّا التعبير فإنّهم عاجزون عنه تمامّا.

 

لقد استدلّوا في هذا التفسير الغريب بآيات كريمة على إثبات رابطة النقشبنديّة. وتصرّفوا في تأويل كلام الله حسبما بدا لهم في مواطن كثيرة من هذا الكتاب الخطير الّذي يُتَوَقَّعُ أن يُثيرَ ضجةً في صفوف عامّة المسلين إذا ما تُرجم إلى العربيّة أو شاع ما فيه.

 

إنّ هذه الرسائل والكتب ليست مما يُلفِت نظرَ العلماء والمثقَّفين؛ ولا لمحتوياتها قيمة في ديوان العلم أو في ميزان العقل، بل ذكرنا أسماءها بالاختصار علي سبيل المساعدة للباحثين. وثمّة موسوعات أخرى غيرها، وردت في سطور قليلة منها تعريفات وجيزة للرّابطة، مع الإشارة إلى أنّها من كلام الصوفيّة وآرائهم، وتأويلاتهم.

 


 

المهتــــدین

Mohtadeen.Com

---------------------------------------------------

  [1]  للإطلاع على المصادر الّتي نُقِلَتْ هذه الرسالة ضمنها، راجع الهامش رقم/85

[2]  حسين الدوسريّ، الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات و الرابطة، بهامش معرّب المكتوبات للرّبّاني: 1/225.      Fazilet Publishing-İstanbul

[3]  المصدر السابق، 1/129.

[4]  هي شبه رسالة منضمّة مع لفيف آخر من أمثالها لنفس الشخص/ طبعت في إسطنبول. وفي نهاية بعض هذه الوريقات أنها كتبت عام 1288-1289 هـ.

[5]  هي رسالة في سبعين صفحة، ألفاظها تركية، مطبوعة بالحروف العربيّة سنة 1324 هـ.

 [6]  راجع ترجمته في الكتاب الآتي ذكره:Dr. İrfan Gündüz, Gümüşhanevî Ahmed Ziyaüddin, Hayatı ve Eserleri- Postscript no.I Seha Publishing Istanbul-1994            

[7]  المصدر السابق، ص/ 144، 145. كذلك راجع إرغام المريد للكوثري ص/ 100.

[8]  سمّاها »رابطهء شريفه رسالسي« وهي مطبوعة بالحروف العربيّة. نسخة منها موجودة في مكتبة بايزيد. إسطنبول-1342 هـ.، تحت رقم/243435. طُبعت أخيرًا بالحروف اللاّتينيّة، بعد أن نقلها الشاعر نجيب فاضل قيصاكوراك، إلى اللهجة التركيّة المعاصرة.

[9]  التزمنا الترجمة الحرفية في تعريب هذه الألفاظ. وهذا نصّها الأصليُّ باللّغة التركيّة: »رابطه: صفات إلهيهء ذاتيه إله متحقّق، مقام مشاهده يه واصل بر كامل و مكمل إله ربط قلب أيليوب، حضور و غيابنده أو ذاتك صورتني خزانهء خيالده حفظ إيتمكدن عبارتدر«. ص/ 14. 

[10]  المصدر السابق، ص/ 11.

[11]  سعيد سيدا الجزري، الضابطة في الرابطة. ص/ 6.

[12]  للمزيد من المعرفة حول هذا المعتقد، راجع موضوع: الولاية، والوليّ، وتصرّف الميّت. من الفصل الثالث

[13] راجع ترجمته في معجم المؤلفين، عمر رضاء كحالة، مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى: 2/467. بيروت - 1993 وكذلك فيه أسماء مصادر أخرى وردت فيها ترجمته. راجع أيضًا: التصوف، عبد القادر السندي ص/ 327-409. مكتبة ابن القيم، المدينة المنوّرة-1960م.

[14]  عبد الحكيم الأرواسيّ، رابطهء شريفه رسالسي ص/ 19. مكتبة بايزيد، إسطنبول-1342 هـ. رقم/243435

[15]  مَلاَليِ: جمعُ مَلاَّ، وهي صفةٌ تُطْلَقُ علىَ رجال الدينِ في اللغة الكردية والفارسيةِ بمعنى الشّيخ في اللغة العربيّة.

[16]   عباس العزّاويّ، مولانا خالد النقشبنديّ، مجلة المجمع العلمي الكرديّ، عدد 1. ص/ 717. بغداد

[17]  مقالات أسعد صاحب، مكتبة السليمانية خزانة جلال أوكتان رقم/292 إسطنبول.

 [18] راجع ترجمته في معجم المؤلفين، عمر رضاء كحالة، مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى: 3/129، 1/351. بيروت - 1993 وكذلك فيه أسماء مصادر أخرى وردت فيها ترجمته.

 [19] David Dean Commins, İslamic Reform Politic And Social Change in Late Ottoman Syria / New York- 1990.......                        

[20]  كلمة »كليّة الإلهيّات« تسمية ماكرة أطلقها حكّام النظام العلماني على كليات العلوم الإسلاميّة في جامعات تركيا. و هي حلقة من سلسلة المؤامرات الّتي يتعمّدها النظام لتحريف القيم الإسلاميّة وعزل المسلمين الأتراك عن الحركة الإسلاميّة العالمية وفقًا للخطّة السياسيّة الّتي رسمها يهود سالونيك.

[21]  نسختها الأصلية موجودة في خزانتي.

[22]  التزمنا الترجمة الحرفية في تعريب هذا المقطع من كلام الدكتور عرفان جندوز. وهذا نصّه باللّغة التركيّة: Kültürlerarası ortak bir özellik gibi gözüken bu konuda müslümanların da bir yolu ve bir usûlü bulunduğu ve bunu da rabıta şeklinde sistemleştirdikleri söylenebilir.            

[23]  ضبطه: »رشحات عين الحيات«. ألّفه -باللّغة الفارسيّة-  علي بن الحسين الواعظ الكاشفي البيهقي.(1462-1533م.)؛ ترجمه إلى اللّغة التركيّ –اللهجة العثمانيّة- قاضي مدينة إزمير في عهد السلطان مراد بن السلطان سليم العثمانيّ. واسم المترجم: محمّد المعروف بن محمّد الشريف العباسي. تمّت الترجمة عام 993 هـ. وقد طبع هذا الكتاب بالحروف العربيّة  في إسطنبول عام 1291هـ. وهو مذكور في كشف الظنون 1/903. و الرشحات كتاب تقدّسه النقشبنديّة. وهو أوّل كتاب دوّنوه في آدابهم. كما هو المصدر الأساسي الّذي تعتمد عليه هذه الديانة الصوفيّة. 

[24]  راجع الهامش رقم/97.

[25]  هي رسالة مخطوطة مسجّلة تحت رقم/721 بمكتبة السليمانية-إسطنبول (خزانة كججي ذاده)

[26]  نسخة منها موجودة في خزانتي.

[27]  لها شروح كثيرة. منها نسخة مسجّلة تحت رقم/278. بمكتبة السليمانية-إسطنبول (خزانة: دوجوملو بابا)لم نقف على أصلٍ لهذه الرسالة على رغم ما يزعمه النقشبنديّون أنّ أصلها مدوّنة باللّغة العربيّة.

[28] ورد البحث عن هذا الكتاب فبي مصادر عديدة. منها على وجه الخصوص: رسالة ألّفها عباس العزّاويّ بعنون »مولانا خالد النقشبنديّ« وهي مطبوعة ضمن مجلّة المجمع العلمي الكرديّ -العدد الأوّل. بغداد-1973م. تناول المؤلّف الكتاب المذكور في الصفحة رقم: 708. و723 . من هذه الرسالة و الحديقة النديّة هي من جملة الكتب الّتي تهتم بطبعِها ونشرِها مؤسّسةٌ ضخمةٌ للنقشبنديّين مركزها في إسطنبول؛ يرأسها عقيد متقاعد مدسوس في صفوفهم من قبل النظام الحاكم.

[29]  أصدرت مكتبة الحقيقة هذه الرسالة بطريقة التصوير ضمن مجموعة أخرى من مثيلاتها (وهي الحديقة النديّة في الطريقة النقشبنديّة، لمحمد بن سليمان البغداديّ؛ و الحجج البينات في ثبوت الاستعانة بالأموات، لعلي محمّد البلخي؛ ومجامع الحقائق في أصول الحنفية، لشخص غير مشهور اسمه عبد الوهّاب؛ …) ومكتبة الحقيقة هي إحدى المؤسّسات الّتي يديرها عقيد متقاعد من العنصر التركيّ إسمه Hüseyin Hilmi Işık، دسه النظام الحاكم بين صفوف النقشبنديّين لتوجيههم والتمكن من السيطرة عليهم.

[30]  تتولّى طبع هذه الرسالة و نشرها جماعة متعصبة من النقشبنديّين. غالبهم من سلالات حديثة العهد بالإسلام من بقايا الشعب البُنْطُسيّ اليوناني من أهالي مدينة طربزون و ضواحيها الّذين اعتنقوا الإسلام دون رويّة في عهد السلطان محمّد الثاني العثمانيّ. اتخذوا من مسجد إسماعيل آغا بإسطنبول مقرًا و مركزًا. طُبِعَتْ هذه الرسالة أخيرًا بعد الاستنساخ من مخطوطة مع ترجمة الرسالة الخالديّة ضمن مجلّد واحد، تتداولها أفراد الجماعة المذكورة.

[31]  نسخة من رسالة »المجد التالد في مناقب الشيخ خالد« موجودة في المكتبة السليمانية بإسطنبول؛ مسجّلة تحت رقم: 1161/4، بخزانة إسماعيل حقي إزميرلي. كتبه إبراهيم الفصيح. و هو من خلفاء خالد البغداديّ. قامت مكتبة الحقيقة بنشرها ضمن مجموعة من رسائل المتأخرين من شيوخ النقشبنديّة في مجلّد واحد تحت عنوان »مكاتيب شريفة« عام 1992م. وقد ورد أيضًا اسم هذه الرسالة في بحوث عباس العزّاويّ ضمن مجلّة المجمع العلمي الكرديّ ص/ 725. كما تطرّق العزّاويّ إلى رسالة تحفة العشّاق في الصفحة: 718 من نفس المصدر. وهي أيضًا من تأليف إبراهيم الفصيح. لهذه الرسالة نسخة أخرى في المكتبة السليمانية مسجّلة تحت رقم/896 بخزانة إزمير.

[32]  ورد البحث عن كتاب جامع الأصول في دراسة ضخمة حول شخصية الْكُمُوشْخَانَوِي أعدّها الدكتور عرفان جندوز. و تمّ طبعها ونشرها من قِبَلِ دار السخاء للنشر عام 1984م. في إسطنبول.

[33]  نسخة من هذه الرسالة موجودة في مكتبة جامعة إسطنبول تحت رقم/85253

[34]  إنّ النقشبنديّين الأتراك لا يهتمّون بهذا الكتاب؛ وهو شبه مرفوض عندهم. مع إنّه أفضل الكتب صياغةً؛ وعباراته سلسة مستساغة. أمّا هذا الموقفُ السلبِيُّ للنقشبنديّين الأتراك، فانّ له سببين: أحدهما أنّ المؤلّف كرديّ الأصل وعربي النشأة؛ وهم يكرهون الأكراد والعرب (إلاّ قليل منهم، و هم أهل التوحيد الخالص). وسوف نشرح أسباب هذه الكراهية في الفصل الخامس إنْ شاء الله تعالى. والسبب الثاني لهذا الموقف السلبي، هو أنّ المؤلّف شافعيُّ المذهب؛ علمًا بأنّ الأتراك يتعصّبون لمذهب أبي حنيفة رضي الله عنه، إلى حد جعلوا من هذا المذهب دينًا مستقلا عندهم. يعتزون به تمايزًا عن العرب خاصّة. 

[35]  قامت بطبع هذه الرسالة و نشرها مؤسّسة وقفية للنقشبنديّين في إسطنبول عام 1996م. يشرف عليها عقيد متقاعد. وهي مع كتاب البهجة السنيّة لمحمد بن عبد الله الخانيّ، ضمن مجلّد واحد .تقوم بتوزيعها مكتبة الحقيقة.

[36]  نسخة من هذه الرسالة موجودة في مكتبة جامعة إسطنبول، مسجّلة تحت رقم 438/13.

[37]  تطرّق المؤلّف إلى موضوع الرابطة في المجلّد الثاني ص/ 271-275 من هذه السلسلة. تقوم بطبع ونشر هذه الكتب مؤسّسة للنشر بعنوان:دار السخاء في إسطنبول.