بسم الله الرحمن الرحيم
الإسم قبل الإسلام : مارغريت ماركوس
الإسم بعد الإسلام : مريم جميلة
زيارات الصفحة : 386
جنسية المهتدي : أمريكي
تقول مارغريت ماركوس (مريم جميلة فيما بعد): نمت لدي الرغبة منذ العاشرة في قراءة كل الكتب التي تتحدث عن العرب فأدركت أن العرب لم يجعلوا الإسلام عظيمًا، لكن الإسلام هو الذي حولهم من قبائل في صحراء قاحلة إلى سادة العالم.
ولدت هذه المرأة في نيويورك عام1934 م لأبوين يهوديين من أصل ألماني، وكانت طريقة نشأتها دليلًا على عناية الله تعالى بها، فهي لم تذق الخمر في حياتها، ولم تلتق بالرجال، ولم تحضر حفلات، وكل هذا عجيب من مثلها، وكانت وهي في طفولتها تحضر الدروس التي تقيمها مدرسة الأحد اليهودية.
أقبلت على القراءة المطولة والعجيبة من فتاة مثلها، وقادتها هذه القراءة إلى الهداية، حيث قرأت ترجمة القرآن للبريطاني المسلم محمد بيكتهول فتأثرت بما قرأت، وكان لقوة الترجمة أثر في حياتها، ثم إنها عثرت في مكتبة نيويورك العامة على كتاب «مشكاة المصابيح» مترجمًا إلى الإنجليزية، وهو كتاب في الحديث النبوي الشريف، فعكفت عليه حتى فرغت منه!
بعد نجاحها في الدراسة الثانوية التحقت بقسم الدراسات الأدبية بجامعة نيويورك، ولكنها مرضت في العام التالي واضطرت لوقف دراستها عامين عكفت خلالهما على دراسة الإسلام، وبعدما عادت للدراسة وهي محمَّلة بتساؤلات كثيرة وحنين إلى العرب، التقت شابة يهودية كانت عقدت عزمها على الدخول في الإسلام، وكانت مثلها تحبّ العرب حبًّا عاطفيًّا، فعرَّفتها على كثير من أصدقائها العرب المسلمين في نيويورك.
وفي أول أيام عيد الأضحى من عام 1380هـ الموافق يوم الخميس 25/ 5/ 1961م أعلنت إسلامها في مقر البعثة الإسلامية في بروكلين بنيويورك، على يد الداعية داود فيصل.
في العام التالي هاجرت مريم إلى باكستان بدعوة من الشيخ أبي الأعلى المودودي، ثمَّ تزوجت الداعية الإسلامي محمد يوسف خان وأنجبت منه أربعة، وكتبت قصة إسلامها في كتاب «رحلتي من الكفر إلى الإيمان»، ولها مؤلفات كثيرة بلغت قرابة 25 كتابًا أشهرها «الإسلام في مواجهة أهل الكتاب» و«الإسلام والتجدد» و«الإسلام وأغراض المستشرقين» و«ميثاق النهضة الإسلامية» و«أحمد خليل.. قصة لاجئ فلسطيني» و«جاذبية الإسلام».
حاولت أن تدعو والديها للإسلام مرارًا عندما كانت في أمريكا وبعد وصولها إلى لاهور برسائل متعددة لكنهما رفضا، وماتا غير مسلمين سنة 1405هـ - 1985م، وهكذا الإيمان إذا تمكنت بشاشته من القلوب لا يستطيع صاحبه إلا أن يدعو إليه من يحب، ولا يتصور قعوده عن تلك المهمة الجليلة.
مقولات لمريم جميلة:
«لقد وضع الإسلام حلولًا لكل مشكلاتي وتساؤلاتي الحائرة حول الموت والحياة.. وأعتقد أن الإسلام هو السبيل الوحيد للصدق، وهو أنجع علاج للنفس الإنسانية».
«منذ أن بدأت أقرأ القرآن عرفت أن الدين ليس ضروريًّا للحياة فحسب، بل هو الحياة بعينها، وكنت كلما تعمقت في دراسته ازددت يقينًا أن الإسلام وحده هو الذي جعل من العرب أمة عظيمة متحضرة قد سادت العالم».
«كيف يمكن الدخول إلى القرآن الكريم إلا من خلال السنة النبوية؟! فمن يكفر بالسنة لا بد أنه سيكفر بالقرآن».
«على النساء المسلمات أن يعرفن نعمة الله عليهن بهذا الدين الذي جاءت أحكامه صائنة لحرماتهن، راعية لكرامتهن، محافظة على عفافهن وحياتهن من الانتهاك ومن ضياع الأسرة».
وقد تفاعلت جميلة مع أحداث العالم الإسلامي وتياراته الفكرية، فقالت في رسالة موجهة إلى عموم المسلمين: اتبعوا هدى القرآن والسنة، ليس كمجموعة من الشعائر فقط، بل كمرشد عملي للسلوك في حياتنا اليومية الخاصة والعامة، اتركوا جانبًا الخلافات.. لا تضيِّعوا وقتكم الثمين في الأشياء غير المجدية، وبمشيئة الله سيتوِّج المولى حياتكم بالفلاح العظيم في الحياة الدنيا، وبالفوز الأعظم في الآخرة.
ولم تنسَ مريم موطنها الأصلـي، فقد بعثت برسالـة إلى والديها في مارس 1983م تقول فيها: لا بدّ أن تعرفا أنَّ المجتمع الذي نشأنا وعشنا فيه كلّ حياتنا يشهد حالة من التفسخ السريع، وهو الآن على شفا الانهيار.. إنَّ أمريكا الآن تكرار لروما القديمة في المراحل الأخيرة من انهيارها، والأمر نفسه يصدق على أوروبا وأيّ مكان تغلب عليه الثقافة الغربية.. لقد فشلت العلمانية والمادية أن تكونا أساسًا لنظام اجتماعي ناجح.
توفيت مريم جميلة في يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر ذي الحجة لعام 1433هـ الموافق 31/10/2012م عن عمر يناهز 78 عامًا في مدينة لاهور الباكستانية.. رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته.